أخر قطعة جاتوه

(إمبارح كان عندنا جاتوه ... جاتوه ... جااااااااتوه).
ما ألذ صنف الحلويات، وما أفظع تأثيره حينما تطأ قدمي فوق ميزاني الحميم وأنظر شاغرة فاهي إلى الأرقام اللتي تشير أن وزني زاد وبشكل ملحوظ خلال 3 دقائق (ياااااادي النيلة!! ده يظهر إن عملية الهضم بتبتدي عندي من أول ما بشتريه مش لما أبلعه).
ويقفز في الحال على عقلي سؤال يشغلني جداً "لماذا كل جميل في هذه الدنيا وكل رغبة لها من الضرر ما يفوق النفع؟! " استجمعت شجاعتي المزعومة لأسأله ما دار بخلدي وأنا أسرق بشوكتي الصغيرة قطعة أيضاً صغيرة... (ممممم... الكدب حرام) ... قطعة كبيرة من طبقها (أيوة .. الهاء هنا للتأنيث) ... وأنا تغمرني السعادة بما ألوكه في فمي، وطبعاً كعادته (تطنيشي في الأول) وكأن أي مخارج للحروف لدي في حالة (Pause) أو أن كلامي يتجمد عبر الأثير أو يتكاثف كبخار الماء على الجدران.
 
مرة أخرى تمتد يدي الرشيقة لألتقط حبات عين الجمل من فوق قطعتها .. يذيبني طعم المكسرات مع الكريمة (نياااام نيام) ........أفرغت فمي استعداداً لمحاولة جادة وآمله لحصولي على إجابة سؤالي، وقبل أن أنبث ببنت كلمة تدارك الموقف مذعناً سماعه لسؤالي (الرجالة دي جنسها معمول من إيه؟ ما كان من الأول). (وصلني السؤال مفيش داع للـ لوك .. لوك .. لوك .. الكتير، حاضر يا ستي بفكر في إجابة تنهي النقاش اللي ممكن نتجادل فيه يومين ومش هيكفوا) بهذه الكلمات صفعني.
أصابني بالغيظ ككره طائشة تقتل عصفوراً بريئاً لا حول له ولا قوة، وأصاب محاولتي الجديدة في سرقة قطعة (صغيرة) آخرى من طبقها في مقتل (ما قلنا الكدب حرام) (صد نفسي الله يسامحه).
 
انتظره ........ (برهة .. برهتين .. 3 بره .. 4 قطع جاتوه .. 5 قطع جاااااااتـــ.....) (نفسي أتفتحت تاني عااااوزة حته كماااان)، أفكر في التسلل من بينهما لألتهم وحدي القطعة المتبقية في الثلاجة، لأ لأ لأ .. التسرع في وجودهما سيحول دون هناءي بها وحدي سأنتظر حتى تفرغ الأطباق لأحملها إلى المطبخ وإلتهم معشوقتي في الخفااااااااااااااء (ششش).
 
فرد ظهره على الكرسي بعد إنحناءه ليست بطويلة فوق طبقه، ودوى صوته الفارغ على الطاولة (الطبق طبعاً) بإحساس يملأه الشبع والكسل (مش الطبق طبعاً) (إشمعنه أنا لسه ما شبعتش)، امتدت يده كعادته المزمنة نحو الريموت كنترول التلفزيوني، التنقل بين المحطات الفضائية داءه الذي فشل جميع من يعرفه في محاولات يائسة لشفاءه (أما أنا فرميت طوبته).
 
(محطة .. محطتين .. 3 قطع جاتوه ... 4 قطع جااااا... أنا جرالي إيه!!)، أفقت على أغنية إعلان مسابقات لإحدى أرقام 0900 (وياااالا .. ياااالا .. 0900 ... وياااالا .. يااالا) سارعت هي بإلتقاط الريموت كنترول من يده قبل أن يقلب المحطة (واتحزمت وهاتك يارقص).
 
سعادة جديدة تغمرني، طبقها أصبح بدون رقيب ... وأناااا أجهزت على البقية الغير باقية فأصبح طبقها كما يقولون (إيش تاخد دودي من البلاط ... قصدي إيش تاخد الريح من البلاط).
 
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات) صدق رسول الله، هكذا أجابني.. وقبل أن أبدأ محاولتي في النقاش أجهز عليها مستطرداً : (أفحمتك مش كده أنا داخل اغسل سناني وأنام)، انتهى الإعلان في نفس الأثناء وعادت أدراجها لتلحق بركب طبق الجاتوه (أوبس ... إيه إللي أنا هببته ده؟ مفيش طبق، قصدي مفيش حاجة جوه الطبق).
 
نظرت لي نظرة باهتة ونظرت له نظرة استنجاد متمتمة (كيييييييييييييكة .. كيييييييكة)، تظاهرت تشاغلي بلم الأطباق ولكنة نظر لي نظرة طويييييييييييلة معلناً في حزم: (قومي جيبلها الحتة إللي فاضلة)، اغرورقت عيناي وأمست أحلامي عن نشوة الإنفراد بقطعة الجاااااااااااااتوه مجرد أحلام، وقمت وأنا أجرجر أذيال انكسار الأمل (طفاستي ضيعت حتة بحالها)، أفكر .. أأتوسل إليه أم إليها؟، سبقني إلى الحمام وظلت هي واقفة تنظر نحوي في آسى على ما سرق منها، وظللت أنا واقفة مكاني كقطعة جاتوه بائتة.
 
تذكرت إجابته المُفحِمة على سؤالي (أكيد الجنة أشهى من حته جاتوه) فتلاشت رغبتي في ربعها، وتذكرت ميزاني الحميم (شوية كيلووات زيادة كفيلة بميزانية جديدة لكام طقم خروج) فتلاشت رغبتي في نصفها، ولكن ما جعلني أزهدها كلها بريق عيناها المدمعتين الذي لا أتحمله (تغووور حته الجاتوه كلها)، وبخطوات متبااااطأة ظهر في يدي طبق به لذة مغموسة بالكريمة والفستق ورقائق الكيك بالفانيليا (صبرني يارب)، مسحت دموعها بإبهامي وضممتها إلى صدري .. هدأت .. فأعاود التفكير من جديد، دفنت رأسها الصغير في أحضاني بيد وبالأخرى كنت ألتهم جزءاً كبيراً من ..... "آخر قطعة جـــــــــــــــــــــــــاااااتوه".
إتهضمت

4 التعليقات:

غير معرف يقول...
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
غير معرف يقول...

هههههههه
حكاية تجوووووووووع فعلا
D:

على السطور كلام يقول...

شكراً للإهتمام هفتكر دايماً إن إنتوا أول مين علق على حكاياتي ولو حابين إني أكتب حكايات تاني إبعتولي وقولولي ولو عايزيين جاااااتوه هحااااااول أشيلكم منابكم .... (ده وعد) ;0)

غير معرف يقول...

غاده السطور والكلمات هى تعبير عن فنان يعرف معنى القلم وان كان احساسك يعبر عن الحياه فأنتى تتواصلى مع احلام البشر فأنتى اخترقتى الاحلام بسطورك وجعلتى العقل يفكر فى كلامك شكرا