الحزن يا سيدي ...

سردت له عن الحزن أقاويل ... ليست من الحقيقة في شئ.
سألني بإندهاش ... أولديك عن قاموس الحزن خلاف ما قالته لي؟؟


ساد صمت طويل بيننا، ولحظات طويلة مرت وأنا استرجع من ذاكرتي مطوياتي عن الحزن.
نظرت طويلاً في عينيه ... تنهدت بعمق وكأن الدهر مر سريعاً من بين شراييني وأستطردت:
- نعم سأقول لك أنا ما هو الحزن يا سيدي؟؟
الحزن يا سيدي في قلبي .. أن أتمنى في محبوبي الرضا من الله .. ويتمناني محبوبي السخط!
الحزن يا سيدي في صدري .. أن لحظة ميلاد حبي .. يوؤد الإخلاص.
الحزن يا سيدي في عمري .. أن يختاره القدر العوض لي .. ويخذلني بسبب أطماعه فتخبو لديه روحانيات الشكر.
الحزن يا سيدي .. أن أكون (غادة) الروض في عمره، وينتزعه (الأمل) لرياضٍ أخرى.


ومدينة الحزن .. بابها الحمد .. والحمد طريقٌ ممهد نحو حدائق الأفراح.
نعم .. إذا أصابنا الهم .. حمد الله هو الأهم، وأن لا نطارد غيرنا بما أصابنا فتمسي أفراحهم لهيباً يحرق أفئدتهم الطيبة.


وليتنا نفهم .. أن الحزن في الحب ليس أن نرى( أحباب الماضي) تعانق كفوفهم سوانا، فالفراق كان هنا الدواء.
الحزن في الحب .. هو أن من هم حقاً (أحبابنا اليوم) .. لا يكفون يوماً عن طعننا بغدرهم، وأقدامنا ثابته على أعتابهم، لا نستطيع لها حراكاً ... وكان هذا الداء.


ومع كل ذلك لا تصدق إذا قيل لك أن لون الحزن أسود ... فحينها سيؤول .. اليأس مغرمنا، وحياة الماضي مستهلنا، وسيندثر المستقبل في قلوب المحبين والمنتظرين، ويموت الصبر على العوض، وستمسي الذكريات سجن المحرومين.


وإذا شاء القدر بغير ما نبني من أحلام عن القصور والأطفال مع من أحببناهم في الماضي .. ومضينا ننعي دلائل الرحمن في مشيئته، الذي أراد لنا أن نبني أحلاماً جديدة .. لتمتلأ قصور أحلامنا التي نشدناها في الأمس .. ضجيجاً ببسمات أطفال هم هدية السماء (ولكن مع الغير) .. لأن الله قادراً على بناء ما هدمناه في أوقات اليأس .. فهل كان وقتها يستحق الحزن كل هذا العناء .. أم الرضا هو خير معين.


وختامأ ...
الحزن يا سيدي أن نقرأ هذه السطور ... وقلوبنا عمياء!!.

....

شوقي الضاري إليك أمسى "أسطورة"، أروع ما فيها أنك أنت "حقيقتها".
.................
حين "أثور" عليك .. "تهدأ" دفتي عندك.
وحين أحاول "الفرار" منك .. يؤول نحوك "ملجأ".
وأجد في "عتابي" معك .. همسات "صلحي".
وإن بكيتك "ضعفي" .. تكون "قوتك" حينئذ زادي.
عجبــــاً...
معك كل تضادي ... مرادفات للحب.
.................
تمهل .. يا مذهباً في الحب أعتنقه، فلازالت أمارس طقوس عبادتي ... ليصير حبي آية وإعجاز.
تمهل .. يا ظناً في العشق غير آثم، فلندع وتيرة الحب وشأنها ... دعنا ننتظر صدفة اللقاء مهما طال.
تمهل .. يا حيرة القرار .. يا دعاء مسافر بين "الآه والآه".
فأنا أحبك ... ولا أعلم؟!
أشتاق إليك .. وأنكر!!
أثق بك .. وأتساءل؟؟