بلا عنوان

أحتاج إلى الفضفضة مع كل الناس ... ولكني أعرف أن أحداً لا يمكنه سلواي مما أعاني، فكلنا بداخله أناني كبيييييييييير، ولن يستطيع أحد التحدث إلا بما يراه هو فقط الصواب.

قدري

قدري
هناك حقيقة واحدة حية تزحم كيانها دوماً مع أمواج التلعثمات
تخبئ داخلها خبايا "من تكون أنت بالنسبة إلي؟"
لا...
لا تستفهم مني كهنها
حالي وحده يخبرك
أفتراك يا لوعتي .. تدري بحالي؟
أم يلزمني البكاء بين كفيك؟!!!

بتوحشني

بتوحشني .. لحظة ما اشوف الضي في عيونك.
بتوحشني .. كما لو كنت الضنى ودمي بيجري في عروقك.
بتوحشني .. يا عمر في الماضي استنيته .. يا عمر في الحاضر أعيش في حماه.
بتوحشني .. وواحشني الشوق إللي في عيونا .. وهمس قلوبنا ذايع عالـ ملأ سره.
بتوحشني .. وأنت بتقولها "وحشتيني" بلمسة إيد وحنية، أأقوم أسكت .. أسيب خوفي ورا ضهري، وأقول إمتى .. تدوم لحظة عدم خوفي؟.
بتوحشني .. وضميري لافف طوقه على قلبي، بيخنقني .. نفسه يتوب منك ومش عارف!.
بتوحشني .. وأعمل إيه؟؟؟ وزي ما قلتلي إمبارح .. في كل طريق لينا خطوة، لينا ذكرى، لينا كلمة وحدوتة.
بتوحشني .. وأعمل أيه؟؟؟ وأنا مش عاوزة م الدنيا غيرك عشان يوحشني.
بتوحشني .. بتوحشني .. بتوحشني
بتوحشني .. وبسأل نفسي لإمتى هافضل أحن ، أشتاق، فتوحشني؟؟

أنا أهل الصمت

أنا أهل الصمت بعينه .. لا أهل الكلام
صمتي تعويذة خاصة .. لمن دسهم القدر خلسة في قلبي
أترجم حرفي في حلقي إلى استسلام
ولساني يمكث في فمي بلا حراك
أحدث نفسي في نفسي
يا هل ترى .. أعيني قامت ذا المقام؟؟
ونابت عن صوتي فأفصحت؟؟
وخفت فشلها
ولكن وما يجدي!!
سأبقى كما أنا صمت
صداه يسمعه من صدق قلبه في حبي
وأمسى في معبد إخلاصي .. دفء وسلام
وما أصدق الكلمات التي لا نقولها .. حينما نشعر أن الحرف عاجز عن استيعاب انفعالاتنا
فنغرق في شبر سؤال ...
أهكذا يكون الحب؟ .. أهذا هو الوئام؟؟؟؟

-3-

* التوك توك .. اختراع يجي منه، لكن في بلاد "بتركب الأفيال" .. مش في بلاد "بتركب الهوا" (!!!).

* أصبح من "اللا معقول" .. أن يسعى الشخص لإيجاد فرصة عمل، في حين أصبح من "المعقول" .. أن يسعى مديرك وراء إقالتك (!!!).

* دوائر مغلقة .. ذات صلة، أذكر منها .. "دائرة الاتهام، دائرة الشك .. والدائرة الحمراء لإشارة روكسي" تفتح جميها بعد "كمين" تخرج منه بعد "إتاوة مدفوعة" .. أو "تراخيص مرفوعة" (!!!).

* زماااان كان في حاجة اسمها "سلاملك الحريم" وده (مكان) ساد "منع" دخول الرجال إليه.
دلوقتي في حاجة اسمها "سلام لك من الحريم" وده (فعل) ساد "لمنح" الرجال إذن الدخول (!!!).

* الله يسامحك يا "كادر" .. مانابني منك غير قلم رصاص وأستيكة .. وسؤال مـ "كادر" ني (!!!).



ملحوظة:
لتكبير الصورة اضغط عليها.

إلى أغلى ما في الوجود

إلى أغلى ما في الوجود
كل عام وأنتي في حياتي
دعاء مستجاب
حضن مفتوح على مصرعيه
أمان يلملم شتاتي
شبع بعد جوع
كل عام وأنتي حتى أخر عمري .. لا عمرك ... ( أمي).

غـــــداً


غـــــداً... سأمضي في البحث عنك .. عن حكايتي التي لم أبدأها معك، لأحكيها على مسامعي، وأحيكها .. لتصبح ردائي الوحيد، الذي لن ينتزعه مني برد الشتاء .. أو هجير الصيف.
وسأتطاول على وحدتي .. سوف أقذفها بأثقل الهموم "هموم حبك"، لترحل وحدتي عني دون عودة.
ويكفيني أن أبقى لك وحدك .. خاوية من الألم، لتخلو لك ساحتي .. ويزهو لك فناءي وبهوي .. بأقاصيص الحب.
ولتزرع ما شئت في أرضي، ولن أسألك ما هذا الذي تفعل؟؟، لأني أثق .. أن ورودي ستزهو في غضونٍ قليلة .. يانعة .. بديعة الجمال، وسأجنيها كلها .. وأهديك بها.
كيف لا ..
وأنا منـــــك ... وإليـــــك.

لو تسألني؟؟

لو تسألني ..
ما هي الأيام؟؟
أجيبك
هي أوراق الزمن التي تطوي في لحظاتها سري.


لو تسألني ..
ما هي الأحلام؟؟
أجيبك
هي نبض الأماني التي نسجها شوقي إلى لقياك.


لو تسألني ..
لماذا الأوهام؟؟
أجيبك
إنها ألسنة اللهب التي تحرق اطمئناني إليك .. "لكن" أعذرني.


لو تسألني ..
كيف أصبحتي وأمسيتي؟؟
أجيبك
أصبحت على شوق .. وأمسيت على خوف.


لو تسألني ..
أين التحلي بالإيمان؟؟
أجيبك
إنه في قلبي صدقني .. ولكن أرجو من الله أن يزيده (وأنت إلى جواري).


لو تسألني ..
ما هو الألم؟؟
أجيبك
هو قربان حبي لك.


لو تسألني ..
من أنا فيكي؟؟
أجيبك
لا تســـــــــــــــــأل!!!

يا أنت

يا أنت ......صوتك محراب طاعتي
وحبك
وصدق حبك
"لغم"
زرعته بحنانك الطاغي --- داخل قلبي
فبات إرهابك .. أمان
وبات الأمان معك .. خوف!!
فلا أنت استقراري .. ولا أنت زلزالي
أنت .. الإثنان معـــــــــاً؟؟؟

-2-

* على أول شارعنا .. لمة عيال .. ضحك وهزار .. قربت منهم .. قلت أشوف مالهم؟ .. طلع ولا حاجة .. مولعين في قطة (!!!).
 
* عفريتة قوي .. البنت دي .. مسكت قلم .. رسمت علم .. من غير ولا لون (!!!).
 
* زغاريد جاية من الدور الفوقاني .. وصويت كمان .. فتحنا البيبان .. نشوف جرى إيه؟ .. حماتين .. واحدة بنتها اطلقت .. والتانية ابنها طلق .. تفتكروا مين زغرد .. ومين صوت (!!!).
 
* حاجة غريبة .. تلات شبكات محمول .. وواحدة أرضي .. ويجي كام مية ألف سنترال .. هو إحنا ماعدش فينا غير لسان (!!!).
 
* نفسنا ناكل فراخ بتكاكي .. مش بتنهق .. ولما تدبح .. ما تطيرش (!!!).
 
* في قطر الصعيد .. النضافة الشخصية من المحظورات .. معاهم حق .. هيلاحقوا على تمن التذكرة .. ولا الشاور جل (!!!).

وحمة على مزاجك

بينما يلعب نادر وعمرو ذوي السبع سنوات في مدخل العمارة ككل يوم من أيام الصيف ........

- وريني رقبتك، إيه ده ... إيه ده؟!!!
يرفع عمرو ياقة "التي شيرت" ليخفي شيئاً ما يزعجه وجوده.

يصر نادر على التحقق من الأمر ويلح في السؤال:
- وريني وحياتك يا عمرو ... إيه إللي في رقبتك؟ ده ماكانش عندك أخر مرة كنا فيها مع بعض.
عمرو مستائاً:
- ابعد عني مش هلعب معاك تاني .....
ويهرول من أمامه باكياً صاعداً بسرعة على الدرج ليختبئ إلى شقته.

يدخل إلى "الشقة" التي تترك والدته بابها مفتوحاً كلما قرر اللعب مع صديقه ليتمكن من الدخول دون الحاجة إلى قرع "الجرس" المزعج، تعودت على ذلك فالشارع هادئ وأمان، وعلى قمته كشك حراسه أمام "فيلا" لشخصية سياسية معروفة، يقف في "الطرقة" قليلاً يتجه بتسلل نحو "الجزامة" ويأخذ منها بدون تفكير فردة من أحد الأحذية، يتسلل مجدداً بهدوء نحو غرفة أخته علا التي تكبره بعام، يراها مفترشة عرائسها كلها، تصفف لتلك وتحمم تلك وتحمل تلك، يرفع يده بفرده الحذاء عالياً ... يقترب منها مشحوناً بالغيظ، تلمحه بطرف عينها، تلتفت نحوه في ذهول ... وتتسع مقلتيها وقد صدى صراخها أرجاء الشقة، لا يعبأ ... لازال يتقدم ... ينهال عليهن جميعاً بالضرب ... يستريح. ترتمي أخته باكية على الأرض وتصرخ مناديه على أمها فتأتيها مسرعة ... ترى ضحايا المعركة "ثلاث عرائس بلا رؤوس أو أطراف ... وأخته"، ويلقى مصيره بنفس فرده الحذاء.
****
يظهر عمرو من جديد في مدخل العمارة ... يتهلل نادر لرؤيته فقد اختفى لعدة أيام، نادر مُصراً على معرفة ما لم يخبره به في المرة السابقة:
- مش عاوز توريني بردو إيه إللي في رقبتك ده؟
- مفيش حاجة خلاص.
- كداب .. أمال لابس ليه كوفيه واحنا في الصيف؟!
عمرو غاضباً وقد ساءه إلحاح صديقه:
- أنت كده هتطههأني منك ... هسيبك تاني والله.
نادر مستذكياً: خلاص أنا عرفت إيه ده.
عمرو وقد ظهرت عليه علامات الوجل:
- بجد؟؟؟؟
نادر مبتسماً:
- أيوة.

يجهش عمرو بالبكاء ويشعر بالعار في نفس اللحظة تظهر أخته على الدرج نازلة ... يشتعل غيظاً ويمسح دموعه مسرعاً وقد سبقته خطواته نحو الشارع العريض الهادئ.

تقترب علا من نادر ... تهمس إليه بصوت خبيث:
- ماله ده؟.
نادر متعجباً:
- معرفش.
تقترب أكثر من نادر وقد أسعدها رحيل أخيها متحدثة:
- تحب يكون عندك وحمة زي إللي في رجل ماما؟.
يسأل نادر في جهل:
- يعني إيه وحمة؟
تجيب وقد أطربها جهله:
- دي "دكانة" هتبقى موجودة في جسمك فيها أكتر حاجة كان نفسك فيها ومش عارف تاكلها.
يندهش:
- طيب أنا نفسي في حاجات كتير ماما وبابا بيقولولي لأ عليها.
هي في حماس:
- لا يا عبيط ... حاجة واحده بس.

يوافق نادر بلا تردد ... تطلب منه الصعود عندهم، يدخلا في هدوء، تراقب المطبخ فلا تجد فيه أحد، تشعل البوتاجاز وتأتي بملعقة "ستانلس" ..... وتسخنها على النار.
اتطفت

ملحوظة: لتكبير الصورة اضغط عليها

عندما تتبدل الأدوار

استيقظت في الصباح مفزوعة من نومي، فقد رأيت كابوساً غريب ..................
خير اللهم اجعله خير " رأيت وكأنني في مسجد لأؤدي "صلاة العصر" ... أحاول أن اخترق الصفوف لأجد لي مكاناً بين أوائلها، أقيمت الصلاة ... فاستقمنا وساوينا بين أرجلنا، وشرع الإمام في تكبيرة الإحرام ثم قراءة "سورة الفاتحة"، وإذا بصوت نسائي يعلو بالبكاء والنحيب، حدث هرج ومرج في الصلاة وتوقف الإمام قليلاً حتى تلتزم النساء بالخشوع من جديد، ولكن ازداد نحيب السيدة وبكت بكاءً لم أرى من قبل أحداً يبكيه، وكأنها ترثى على ماضٍ جميل أو فقيدٍ غالي ... أو قادمٍ مؤلم، ثم ارتمت على الأرض في حالة تشنج وصرع شديدة، وخرجن بعضاً من النساء منهين صلاتهن بالسلام للإلتفاف حولها .. مادين أيديهن بالمساعدة، حاولت إحداهن رفعها من على الأرض، لكنها صرخت صرخة قوية وأرتعد جسدها كله ثم همد، وتفرق الجمع من حولها في ذهول، وإذا بجسدها النحيل قد تحول إلى هيكل عظمي، حاول الإمام أن يحث المصليات على الصمت ولكن قد فات الأوان، إضطربت الصفوف وعلا صوت النساء بالصراخ، ليتكرر الحدث مع سيدة أخرى ... ثم تلتها أخرى ... فرابعة وخامسة!!، حتى انتهى مآل النساء جميعهن على هذه الحال، وما بقيت غيري لم تصيبها ما أصابهن.

أخذت أركض للهرب وأنا لا أعي ما يحدث؟؟؟؟؟، ولم أدرك أنني خلفت حذائي ورائي في المسجد إلا بعد أن جُرحَت قدمي بقطعة من الحديد ملقاه في الشارع، تناسيت الألم لأنفذ إلى مأمن وكان هناك من يتبعني، حاولت أن أزيد من سرعتي ولكنه لحقني ووازى خطواتي، وعلى ما أظنه كان أحد الرجال المصلين في المسجد معنا، وتبدى لي على وجهه نفس المعالم الفزعة التي تعتري ملامحي، وقد ركض حافياً هو الآخر.

وبعد مسافة طويلة لا أدري كم استغرقت من الوقت؟، وقفت لاهثة ألتقط أنفاسي ... وكذلك فعل، استندت على باب إحدى المحال المغلقة، فلم أقوى على الوقوف كثيراً وخانتني قدميّ بسبب جرحها لأسقط فريسة الإعياء جالسة على الأرض.

أخذ الرجل في الإقتراب مني ... ثم ركن لجواري يفصلنا مسافة ليست بالطويلة ولا القصيرة، ثم حادثني وصوت دقات قلبه ينفذ إلى مسمعي:
- شيئاً ما يحدث هناك ... أليس كذلك؟
أجبته بصوت لاهث لا يقوى على الظهور:
- نعم ... هناك شيئاً مخيف!!
سكتنا ثم استطرد:
- هل تعرفين له سبباً؟؟؟؟
هززت رأسي بالنفي
- يجب أن نبلغ الشرطة
انتفضت قائلة:
- ليس لي شأن بما يحدث، ولن أذهب مع أحد لأي مكان ... ريثما أقوى على الحركة سأعود للبيت.

تجهم وكأني أغلقت باباً في وجهه، ولزم الصمت شيئاً ... ثم توسل إلي من جديد، ولكني أصررت على رأيي، حاولت الوقوف ولم أستطع، حاولت مرة أخرى ولم أستطع أيضاً، فبدأت تدمع عيناي ويصيب جسدي رعشة، ههمت بالبكاء فتذكرت كيف بدأ الحال مع نساء المسجد، فخشيت أن يكون كذلك معي، صارعت رغبتي في البكاء وجاهدت حتى وقفت بصعوبة بالغة، وقبل أن أغادر ... ارتفع صوت الرجل بالبكاء والنحيب، وارتد على وجهه أرضاً، وانتابته نفس حالة التشنج والصرع، وصرخت ملء فاهي مستنجدة بأي مار، ولكن لم أرى أحداً ولم يخرج حتى من شرفات المنازل جنس إنسان، ظللت فترة أراقبه ومن حسن الحظ لم يتحول كما تحولن السيدات، ولما تأكد لي أن جسده هدأ، اقتربت منه ... ولكزته بيدي في ظهره فلم يتحرك، لكزته من جديد فدبت حركة خفيفة في ذراعه، ثم استوى فجاءة قائماً متحولاً إلى تلك السيدة التي خلفتها ورائي في المسجد هيكلاً عظمياً.

دهشت دهشة بالغة لا تكاد أنفاسي المجهدة تحتويها، وظننت بنفسي الجنون أو أن لعنة حلت بي، اقتربت مني السيدة وملء فمها ابتسامه كشفت عن أسنانها، ولاح من بعيد ... خيالات لأشخاص لم أميزهم في البداية، ومع اقتراب وقع خطواتهم ... ظهرت نساء المسجد في ملابس رجالية، وكأنه حدث مع رجال المسجد جميعاً كما حدث مع الرجل الذي فر هارباً مثلي، اتجهن نحونا ... ثم التففن حول السيدة، جميعهن مبتسمات ... وأنا لا حول لي ولا قوة إلا بالله.

يتسرب الجنون إلي بحق ... أخرجت إحداهن من شنطة رجالية تحملها لافتة من القماش الأبيض مطوية، اصطففن المتحولات حاملات لها، وأدرن ظهورهن ماضيات نحو الفراغ ... ومضيت خلفهن لعلني أفهم، وظهرت جموعاً جديدة من كل صوب، وجميعهن يحملن نفس اللافتة التي كتب عليها ... "عندما تتبدل الأدوار".

استيقظت

-1-

* أنسلك الخطى من أجل (الرحيل)؟ .. أم أننا نرحل لأجل (خطواتٍ جدد)؟.
يستهلني (الحديث) فأذكر .. كيف كان (الصمت) خير حوار.
* أضع زينة (عرسي) مدندنة أمام المرآة .. فتلوح لي خيالات أغنية تتهته بها امرأة (عجوز).
* يقف العالم (ساعات وساعات) إجلالأ واحتراماً للعظماء كلما مروا أمامنا، هكذا البداية دائماً .. أما النهاية، فكلمات للعزاء والعالم يقف (دقيقة) حداد ناظراً إلى ساعته.

وبدون أي سابق إنذار

أنا: "صلح حنفية الدوش".
هو: "حاضر".
بعد أسبوع
أنا: "صلح حنفية الدوش ... إبتدت تنقط".
هو: "حاضر".
بعد أسبوعين
أنا: "أرجوك تجيب حد يصلح حنفية الدوش، الحمام مبلول طول الوقت".
هو: "حااااااااااضر .. يوم أجازتي".
بعد شهر
أنا: "لو مش عاوز تجيب حد يصلح حنفية الدوش قولي وأنا أتصرف ... محبس المية قفلاه علاطول مينفعش كده مش كل ما أعوز ميه أفتح المحبس".
هو: "لأ متجبيش حد وأنا مش موجود في البيت، 100 مرة أقول حاضر ... حاضر ... حاضر ... حااااااااااااضر".
وبعد يأس دام لأكثر من شهرين على أمل تصليح الحنفية وجفاف أرضية الحمام، استيقظنا اليوم (عادي يعني زي كل يوم)، سبقني إلي الحمام وظللت أنا على السرير تغالبني بقايا النعاس ... وهي تقفز من حولي طابعة بعض القبلات الرقيقة على وجنتي مرات ومرات، لا أفكار تراودني سوى رغبتي في أن أخلد للنوم بضع ساعات أخرى..
"مش هتقومي بقه؟ ... عاوزين نفطر" يأخذها من جواري حاملاً لها مداعباً .. يفلتها من يديه .. يستدير، فتخرج من الغرفة خلفه مهرولة.
"هاااااااااااااااااااااااوم" أجلس نصف جلسة أتمطع متثائبة، أحدث نفسي في كسل: "نفطر إيه .. نفطر إيه؟؟".
وفجاءة "وبدوووووووووووووون أي سابق إنذاااااااااااااااااار"، ضجة مائية تدوي في أرجاء الشقة ... بكاء وعويل أميزه جيداً، يربكه ما تصدره هي من أصوات بشكل متواصل ... فيصرخ فيها: "ابعدي من قدام باب الحمام ... ابعدي ... ابعدي".
أفزع ... فأقفز من على سريري شاغرة فاهي، لا أعي ما يدور في المحيط الخارجي لغرفة النوم "إيه ده هي الصالة مبلولة كده ليه!!!!!!، هو مش كان الحمام بس ... يا نهار أبيض ...... السجادة، التليفون .. لأ .. لأ كله إلا ده جههه .. جهههاااا..... جهههااااااااااز الكومبيوتر".
مضخة مائية تصل باب الحمام بالصالة وهي في مواجهة هذا الفيضان المائي، أتساءل في صمت "هو في حريقة في الشقة إللي جنبنا والمطافي مسلطة خراطيم المية على شباك حمامنا غلط؟؟"
هو صارخاً فيها من جديد: "ابعدي من قدام الحمام"
هي: "أأأأااااااااااااا أااااااااااااااااااااااا" ولكنها لا تتحرك.
أنا: "جهازي .. حبيبي .. معييش فلوس أجيب غيرك، السجادة تقيلة قوي هشيلها إزاي لوحدي؟".
هو: "الكهرباااااا ..... المية بتضرب في كوبس الحمام ... نزلي السكينة" ويضيف "بسرعة اتحركي بسرعة هيحصل قفلة".
هي: "أأأأااااااااااااا أااااااااااااااااااااااا" وبدون حراك.
أنا في ارتباك شديد: "هي فين السكينة دي .. جهاااااازي .. هو في إيه؟!!".
هو في غضب: "بسرعة إنتي لسه هتسألي .... ناااازلي ي ي ي السكينة، هتلاقيها عند باب الشقة".
أتمتم "طاب ماتنزلها إنت".
أتخطى الحاجز المائي في سرعة لأصل قرب باب الشقة باحثة عن سكينة الكهرباء ... لكن لا توجد سكينة.
أنا: "مش كنا نأجر شقة فيها سكينة كهربه، أعمل إيه دلوقتي؟".
هو مستائاً: "إيه الهبل ده .. يعني إيه مفيش سكينة؟".
أنا: "والله العظيم ما لاقيه سكاكين ولا معالق!!".
هي: "أأأأااااااااااااا أااااااااااااااااااااااا" ولا تتحرك.
هو: "تحت الجاكت المتعلق على المسمار".
أنا في إحباط: "وإيه إللي علق الجاكت بتاعك في الحتة دي .. ده بيت منظم ده؟".
هو: "مش وقته الكلام ده".
يزداد إندفاع تدفق الماء .. ألقي نظرة حزينة على جهازي .. أحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه .. أرفع الجاكت .. أخيراً وجدتها .. أغلقت جميع المفاتيح داخل السكينة .... ولكن!!!!!.
أنا في اندهاش: "هي المية موقفتش ليه؟ .. ما أنا نزلت سكينة الكهربه".
هو: "إرحمني يارب .. وإيه علاقة الكهربه بالمية؟".
أنا موشكة على الإنهيار: "جهااااااااااااااااااااااااااااااااااااااازي".
هي في تمزق: "عي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي" لازالت لا تتحرك ولم يفكر أي منا في إبعادها.
يدخل الحمام مسرعاً، يغلق محبس الماء العمومي (الذي لم يكن مغلقاً هذة المرة منذ شهرين)، يخفت صوت التدفق ... وتقل شدة إندفاع الماء شيئاً فشيئاً حتى انتهت الأزمة ............
هي وقد أصابت حنجرتها بحة: "أأأأأ كه كه كه أأأأأ" وتتحرك.
أنا مصدومة: "هو في إيه؟".
هو في حياء: "حنفية الدوش".
أنا: "مالها؟؟؟؟؟؟؟؟".
يصمت ... أنظر له ... يزيح وجهه ... ملابسه تتساقط منها قطرات الماء ... هي شبة غارقة ... الصالة تحولت إلى (بسين) تسبح فيه السجادة ... وجهااااااااااازي.
يصرخ من جديد: "فين الترنجات؟ عاوز ترنج".
أدخل إلى الحمام لأتحقق من الخسائر (الأخرى)، أنظر إلى (حنفية الدوش، مفيش حنفية).
أتساءل مندهشة: "هي الحنفية راحت فين ... أهيه لاقيتها – واقعة جوه الحوض – هو إيه إللي جابها هنا!".
انتهت عملية المسح والتنشيف وتغيير الملابس، أسمع صوت باب الشقة يفتح ويغلق ثم مرة أخرى يفتح ويغلق .. أراه متجهاً نحو الحمام وفي يديه يحمل حنفية جديدة ومستلزماتها، ينشغل بتركيبها وأنا أنشغل برفع السجادة وحدي.
يخرج من الحمام .. أدخل خلفه .. أجده قد أصلحها .. أخرج .. تنتابني نوبة من الضحك الهستيري.
هو مندهشاً: "في إيه بتضحكي ليه؟".
أضحك وأضحك
هو: "متنرفزنيش".
لازلت أضحك
أهدأ شيئاً فشيئاً .. أصمت .. أفكر .. أتجهم .. أتذكر كيف كنت أتوسل منذ شهرين لإصلاحها ولم يكن لديه الوقت، أعذار واهية يختلقها كل مرة .. يحمر وجهي في حنق شديد، أنظر إليه وكلي غيظ، يعلو صوتي "ما كــــــــــــــــــــــــــــــان من الأول".
ملحوظة: علشان أسجل القصة دي على الوورد إحتجت لأكتر من 7 ساعات ... جهاز الكومبيوتر فضل يفتح ويقفل كل ربع ساعة مرة أو مرتين ويتمسح كل إللي كتبته .... تفتكروا أخد برد؟؟؟!!!.

اتقفلت

أخر قطعة جاتوه

(إمبارح كان عندنا جاتوه ... جاتوه ... جااااااااتوه).
ما ألذ صنف الحلويات، وما أفظع تأثيره حينما تطأ قدمي فوق ميزاني الحميم وأنظر شاغرة فاهي إلى الأرقام اللتي تشير أن وزني زاد وبشكل ملحوظ خلال 3 دقائق (ياااااادي النيلة!! ده يظهر إن عملية الهضم بتبتدي عندي من أول ما بشتريه مش لما أبلعه).
ويقفز في الحال على عقلي سؤال يشغلني جداً "لماذا كل جميل في هذه الدنيا وكل رغبة لها من الضرر ما يفوق النفع؟! " استجمعت شجاعتي المزعومة لأسأله ما دار بخلدي وأنا أسرق بشوكتي الصغيرة قطعة أيضاً صغيرة... (ممممم... الكدب حرام) ... قطعة كبيرة من طبقها (أيوة .. الهاء هنا للتأنيث) ... وأنا تغمرني السعادة بما ألوكه في فمي، وطبعاً كعادته (تطنيشي في الأول) وكأن أي مخارج للحروف لدي في حالة (Pause) أو أن كلامي يتجمد عبر الأثير أو يتكاثف كبخار الماء على الجدران.
 
مرة أخرى تمتد يدي الرشيقة لألتقط حبات عين الجمل من فوق قطعتها .. يذيبني طعم المكسرات مع الكريمة (نياااام نيام) ........أفرغت فمي استعداداً لمحاولة جادة وآمله لحصولي على إجابة سؤالي، وقبل أن أنبث ببنت كلمة تدارك الموقف مذعناً سماعه لسؤالي (الرجالة دي جنسها معمول من إيه؟ ما كان من الأول). (وصلني السؤال مفيش داع للـ لوك .. لوك .. لوك .. الكتير، حاضر يا ستي بفكر في إجابة تنهي النقاش اللي ممكن نتجادل فيه يومين ومش هيكفوا) بهذه الكلمات صفعني.
أصابني بالغيظ ككره طائشة تقتل عصفوراً بريئاً لا حول له ولا قوة، وأصاب محاولتي الجديدة في سرقة قطعة (صغيرة) آخرى من طبقها في مقتل (ما قلنا الكدب حرام) (صد نفسي الله يسامحه).
 
انتظره ........ (برهة .. برهتين .. 3 بره .. 4 قطع جاتوه .. 5 قطع جاااااااتـــ.....) (نفسي أتفتحت تاني عااااوزة حته كماااان)، أفكر في التسلل من بينهما لألتهم وحدي القطعة المتبقية في الثلاجة، لأ لأ لأ .. التسرع في وجودهما سيحول دون هناءي بها وحدي سأنتظر حتى تفرغ الأطباق لأحملها إلى المطبخ وإلتهم معشوقتي في الخفااااااااااااااء (ششش).
 
فرد ظهره على الكرسي بعد إنحناءه ليست بطويلة فوق طبقه، ودوى صوته الفارغ على الطاولة (الطبق طبعاً) بإحساس يملأه الشبع والكسل (مش الطبق طبعاً) (إشمعنه أنا لسه ما شبعتش)، امتدت يده كعادته المزمنة نحو الريموت كنترول التلفزيوني، التنقل بين المحطات الفضائية داءه الذي فشل جميع من يعرفه في محاولات يائسة لشفاءه (أما أنا فرميت طوبته).
 
(محطة .. محطتين .. 3 قطع جاتوه ... 4 قطع جااااا... أنا جرالي إيه!!)، أفقت على أغنية إعلان مسابقات لإحدى أرقام 0900 (وياااالا .. ياااالا .. 0900 ... وياااالا .. يااالا) سارعت هي بإلتقاط الريموت كنترول من يده قبل أن يقلب المحطة (واتحزمت وهاتك يارقص).
 
سعادة جديدة تغمرني، طبقها أصبح بدون رقيب ... وأناااا أجهزت على البقية الغير باقية فأصبح طبقها كما يقولون (إيش تاخد دودي من البلاط ... قصدي إيش تاخد الريح من البلاط).
 
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات) صدق رسول الله، هكذا أجابني.. وقبل أن أبدأ محاولتي في النقاش أجهز عليها مستطرداً : (أفحمتك مش كده أنا داخل اغسل سناني وأنام)، انتهى الإعلان في نفس الأثناء وعادت أدراجها لتلحق بركب طبق الجاتوه (أوبس ... إيه إللي أنا هببته ده؟ مفيش طبق، قصدي مفيش حاجة جوه الطبق).
 
نظرت لي نظرة باهتة ونظرت له نظرة استنجاد متمتمة (كيييييييييييييكة .. كيييييييكة)، تظاهرت تشاغلي بلم الأطباق ولكنة نظر لي نظرة طويييييييييييلة معلناً في حزم: (قومي جيبلها الحتة إللي فاضلة)، اغرورقت عيناي وأمست أحلامي عن نشوة الإنفراد بقطعة الجاااااااااااااتوه مجرد أحلام، وقمت وأنا أجرجر أذيال انكسار الأمل (طفاستي ضيعت حتة بحالها)، أفكر .. أأتوسل إليه أم إليها؟، سبقني إلى الحمام وظلت هي واقفة تنظر نحوي في آسى على ما سرق منها، وظللت أنا واقفة مكاني كقطعة جاتوه بائتة.
 
تذكرت إجابته المُفحِمة على سؤالي (أكيد الجنة أشهى من حته جاتوه) فتلاشت رغبتي في ربعها، وتذكرت ميزاني الحميم (شوية كيلووات زيادة كفيلة بميزانية جديدة لكام طقم خروج) فتلاشت رغبتي في نصفها، ولكن ما جعلني أزهدها كلها بريق عيناها المدمعتين الذي لا أتحمله (تغووور حته الجاتوه كلها)، وبخطوات متبااااطأة ظهر في يدي طبق به لذة مغموسة بالكريمة والفستق ورقائق الكيك بالفانيليا (صبرني يارب)، مسحت دموعها بإبهامي وضممتها إلى صدري .. هدأت .. فأعاود التفكير من جديد، دفنت رأسها الصغير في أحضاني بيد وبالأخرى كنت ألتهم جزءاً كبيراً من ..... "آخر قطعة جـــــــــــــــــــــــــاااااتوه".
إتهضمت